من حكايا العرب ........

30 ـ عبد الملك والعراقي

جلس رجل من أهل العراق إلي مائدة عبد الملك بن مروان ، فنظر إليه خادم لعبد الملك فأنكره ، فقال له ، أعراقي أنت ؟
قال : نعم
قال : أنت جاسوس ؟
قال : لا
قال : بلي !
قال : ويحك ! دعني أتهنأ بزاد أمير المؤمنين ، ولا تنغصني به
ثم وقف عبد الملك علي تلك المائدة ، فقال :
من القائل :

إذا الأرْطي تَوَسَّْدَ أبْـرَدَيْهِ
خدودُ جَوازِيءٍ بالرَّمْلِ عينُ

وما معناه ؟ ومن أجاب أجزناه
والخادم يسمع ، فقال العراقي للخادم :
ـ أتحب أن أشرع لك قائله ، وفيم قاله ؟
قال : نعم
قال : يقوله الشنخريتي في صفة الضباع والبطيخ
فقام الخادم وقال ذلك فضحك عبد الملك حتى سقط
فقال له الخادم : أخْطأْتُ أمْ أصبت ؟
فقال : بل أخطأت
فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا العراقي فعل الله به وفعل ، هو الذي لقنني إياه
فقال : أي الرجل هو ؟
فأراه إياه ، فعاد إليه عبد الملك وقال : أنت لقنته إياه ؟
قال : نعم
قال : أخطا ما قلته أم صوابا ؟
قال : بل خطأ
قال : ولمَ لقنته إياه ؟
قال : لأني كنت متحرماً بمائدتك ، فقال لي هذا الخادم كيت وكيت ، فأردت أن أكفه عني وأضحك
قال : فكيف الصواب ؟
قال : يقوله الشماخ بن ضرار الغطفاني في صفة البقر الوحشية قد جزأت بالرطب عن الماء
قال : صدقت
وأجازه ثم قال له : ما حاجتك ؟
قال : تنحي هذا الخادم عن بابك فإنه يعيبه

ـ إنما يُعْطي . . . من لا يؤمن به

ادعي رجل النبوة أيام المتوكل ، ولما مثل بين يديه قال له : أأنت نبيٌّ ؟
قال : نعم
قال : فما الدليل علي صحة نبوتك ؟
قال : القرآن الكريم يشهد بنبوتي في قوله تعالي ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ وأنا اسمي نصر الله
قال : وما معجزتك ؟
قال ائتوني بامرأة عاقر أنكحها ، تحبل بولد يتكلم في الساعة ، ويؤمن بي
فقال المتوكل لوزيرة الحسن بن عيسي : أعطه زوجتك حتى نبصر كرامته
فقال الوزير : أما أنا فأشهد أنه نبي الله ، وإنما يعطي زوجته من لا يؤمن به
فضحك المتوكل وعفا عنه

32 ـ دارٌ أم مدينة

دخل ربيعة بن عقيل اليربوعي علي معاوية ، فقال : يا أمير المؤمنين أعني علي بناء داري
فقال معاوية : أين دارك ؟
قال : في البصرة ، ومساحتها أكثر من فرسخين في فرسخين
فقال معاوية : دارك في البصرة أم البصرة في دارك ؟!!

33 ـ لم أمر بجهنم

قال البحتري
كنت عند المتوكل ، وكان عنده « عبادة » المضحك
فأمر به ، فألقي في بركة ماء في الدار فابتل وكاد يموت ، ولما أُخرج من الماء وكُسي ، وجُعِلَ في ناحية من المجلس سأله المتوكل : كيف أنت يا عبادة ؟
أجاب : يا أمير المؤمنين ، جئت من الآخرة
فقال له : كيف تركت أخي الواثق ؟
قال : لم أمرّ بجهنم
فضحك المتوكل ، وأمر له بصلة

34 ـ الواثق والعاشقان

كان أمير المؤمنين الواثق إذا شرب رقد في موضعه ، فشرب يوما وخرج من كان عنده ، إلا مغنيا واحداً أظهر التراقد فترك ، وكانت مغنية من حظايا الخليفة نائمة ، فلما خلا المجلس كتب المغني رقعة ، ورمي بها إليها ، وفيها :

إنِّي رأَيْتكِ في المنامِ ضجيعـتي
مُستشرفاً من ريقِ فيــكِ الباردِ
وكأنَّ كفَّـــكِ في يــدي وكأنَّنا
بِتْنا جميـــــعاً في لِحــــافٍ واحـدِ
ثمَّ انتَبَهْتُ ومِنْكباكِ كِلاهُمـــا
في راحَتيَّ وتَحْتَ خّدَّكِ ساعـــدي
فقَطَعْتُ يومي كُـــلَّهُ متراقـــداً
لأراكِ في نومي ولَسْـــتُ براقِــدِ

فكتبت هي علي ظهرها تقول :

خيْراً رأيْتَ وكُــلُّ مــــــا أمَّلْتَــــــهُ
ستنالُهُ مني بَرغْـــــمِ الحاسِـــــدِ
وتَبيتُ بينَ خلاخِــــلي ودَماجِــــلي
وَتَحُلُّ بيــنَ مَراشِفي ونَواهِـــدي
ونكُونُ أنْعمَ عاشِقيْنِ تَعاطيا
مُلَحَ الحديثِ بلا مخافَـــــةِ راصِـــدِ

فلما مدت يدها لترمي بها رآها الواثق فقال
ما هذا ؟
فحلفا له أنه لم يجْرِ بينهما قبل ذلك كلام ولا كتاب ، ولا رسول ، إلا أن العشق قد خامرهما
فاعتقها وزوجها به ، وأمرهما بألا يقْربانه بعد اليوم

34 ـ الواثق والعاشقان

كان أمير المؤمنين الواثق إذا شرب رقد في موضعه ، فشرب يوما وخرج من كان عنده ، إلا مغنيا واحداً أظهر التراقد فترك ، وكانت مغنية من حظايا الخليفة نائمة ، فلما خلا المجلس كتب المغني رقعة ، ورمي بها إليها ، وفيها :

إنِّي رأَيْتكِ في المنامِ ضجيعـتي
مُستشرفاً من ريقِ فيــكِ الباردِ
وكأنَّ كفَّـــكِ في يــدي وكأنَّنا
بِتْنا جميـــــعاً في لِحــــافٍ واحـدِ
ثمَّ انتَبَهْتُ ومِنْكباكِ كِلاهُمـــا
في راحَتيَّ وتَحْتَ خّدَّكِ ساعـــدي
فقَطَعْتُ يومي كُـــلَّهُ متراقـــداً
لأراكِ في نومي ولَسْـــتُ براقِــدِ

فكتبت هي علي ظهرها تقول :

خيْراً رأيْتَ وكُــلُّ مــــــا أمَّلْتَــــــهُ
ستنالُهُ مني بَرغْـــــمِ الحاسِـــــدِ
وتَبيتُ بينَ خلاخِــــلي ودَماجِــــلي
وَتَحُلُّ بيــنَ مَراشِفي ونَواهِـــدي
ونكُونُ أنْعمَ عاشِقيْنِ تَعاطيا
مُلَحَ الحديثِ بلا مخافَـــــةِ راصِـــدِ

فلما مدت يدها لترمي بها رآها الواثق فقال
ما هذا ؟
فحلفا له أنه لم يجْرِ بينهما قبل ذلك كلام ولا كتاب ، ولا رسول ، إلا أن العشق قد خامرهما
فاعتقها وزوجها به ، وأمرهما بألا يقْربانه بعد اليوم

34 ـ الواثق والعاشقان

كان أمير المؤمنين الواثق إذا شرب رقد في موضعه ، فشرب يوما وخرج من كان عنده ، إلا مغنيا واحداً أظهر التراقد فترك ، وكانت مغنية من حظايا الخليفة نائمة ، فلما خلا المجلس كتب المغني رقعة ، ورمي بها إليها ، وفيها :

إنِّي رأَيْتكِ في المنامِ ضجيعـتي
مُستشرفاً من ريقِ فيــكِ الباردِ
وكأنَّ كفَّـــكِ في يــدي وكأنَّنا
بِتْنا جميـــــعاً في لِحــــافٍ واحـدِ
ثمَّ انتَبَهْتُ ومِنْكباكِ كِلاهُمـــا
في راحَتيَّ وتَحْتَ خّدَّكِ ساعـــدي
فقَطَعْتُ يومي كُـــلَّهُ متراقـــداً
لأراكِ في نومي ولَسْـــتُ براقِــدِ

فكتبت هي علي ظهرها تقول :

خيْراً رأيْتَ وكُــلُّ مــــــا أمَّلْتَــــــهُ
ستنالُهُ مني بَرغْـــــمِ الحاسِـــــدِ
وتَبيتُ بينَ خلاخِــــلي ودَماجِــــلي
وَتَحُلُّ بيــنَ مَراشِفي ونَواهِـــدي
ونكُونُ أنْعمَ عاشِقيْنِ تَعاطيا
مُلَحَ الحديثِ بلا مخافَـــــةِ راصِـــدِ

فلما مدت يدها لترمي بها رآها الواثق فقال
ما هذا ؟
فحلفا له أنه لم يجْرِ بينهما قبل ذلك كلام ولا كتاب ، ولا رسول ، إلا أن العشق قد خامرهما
فاعتقها وزوجها به ، وأمرهما بألا يقْربانه بعد اليوم

ـ لو أطاع الله فيك غيرك

خرج أحدهم علي الرشيد ، ولما ألقي القبض عليه ، وسيق إلي الرشيد قال له :
ـ ماذا تريد أن أصنع بك ؟
قال الخارجي : الذي تريد أن يصنع الله بك إذا وقفت بين يديه
فأطرق الرشيد قليلا ثم قال : خلوا سبيله
فلما خرج من بين يديه ، قال له أحد الحاضرين :
ـ يا أمير المؤمنين ، أنفقت أموالك ، وأتعبت رجالك ، ثم أطلقته بكلمة واحدة ؟! فلا يأمن أمير المؤمنين من أهل الشر بعد ذلك
فقال : ردوه
فلما مثل بين يديه علم أنهم تحدثوا فيه بالغدرة قال :
ـ يا أمير المؤمنين ، لا تطع أحدا في أسيرك ، فإن الله تعالي لو أطاع فيك غيرك ما استخلفك ساعة واحدة
فقال : أطلقوه ولا تعاودوني أبداً في أمره

ـ في بيوت أصحابها

ركب يحي بن خالد البرمكي يوما مع هارون الرشيد ، فرأي الرشيد في طريقه أحمالاً ، فسأل عنها ، فقيل له :
ـ هذه هدايا خراسان بعث بها إليك واليها علي بن عيسي بن ماهان ، وكان ابن ماهان وليها بعد الفضل بن يحي البرمكي
فقال الرشيد ليحي : أين كانت هذه الأحمال في ولاية ابنك ؟
فقال يحيي : كانت في بيوت أصحابها

ـ في بيوت أصحابها

ركب يحي بن خالد البرمكي يوما مع هارون الرشيد ، فرأي الرشيد في طريقه أحمالاً ، فسأل عنها ، فقيل له :
ـ هذه هدايا خراسان بعث بها إليك واليها علي بن عيسي بن ماهان ، وكان ابن ماهان وليها بعد الفضل بن يحي البرمكي
فقال الرشيد ليحي : أين كانت هذه الأحمال في ولاية ابنك ؟
فقال يحيي : كانت في بيوت أصحابها

ـ حيرة

دخلت علي المهدي جاريته الأولي وتدعي حسناء ، ثم دخلت الأخرى وتدعي ملكة ، فقال لهما :
عند أيكما أبيت ؟
فقالت الأولي : إن الله يقول ﴿ السابقون السابقون أولئك المقربون ﴾
فقالت ملكة : مهلا ، لا تعجل ، فإن الله تعالي يقول ﴿وللآخرة خير لك من الأولي ﴾
فقال المهدي : لو أن شريكا القاضي حضرهما لم يقدر أن يقضي بينهما

ـ أحسنت

قيل : رمي المتوكل عصفوراً فلم يصبه وطار
فقال له ابن حمدان : أحسنت !
فقال المتوكل : أتسخر مني ؟ كيف أحسنت ؟!
قال : أحسنت إلي العصفور

40 ـ أيرضيك هذا ؟حاصر الملك محمد بن السلطان محمود بغداد ، فدار القتال علي باب البلد فأمر الخليفة المقتفي أن ينادي ببغداد : كل من جرح في القتال فله خمسة دنانير
فكان كل من جرح يوصل ذلك إليه ، وحضر بعض العامة عند الوزير مجروحا ، فقال له الوزير : هذا جرح صغير لا تستحق عليه شيئا
فعاد الرجل إلي القتال ، فضرب في جوفه ، فخرجت أمعاؤه ، فعاد إلي الوزير ، فقال له : يا مولانا الوزير ، أيرضيك هذا ؟!
فضحك الوزير وأمر له بصلة

42 ـ نفعتنا ونفعناك

جاء أبو الشمقمق إلي بشار بن برد يشكو إليه الضيقة ، ويحلف له أنه ما عنده شيء فقال له بشار :
ـ والله ما عندي شيء يغنيك ولكن قم معي إلي عقبة بن سلم
فقام معه ، فذكر له أبا الشمقمق وقال : هو شاعر وله شكر وثناء
فأمر له بخمسمائة درهم ، فقال له بشار :

يا واحــــدَ العربِ الــــذي
أمسي وليسَ له نظيــــرُ
لــــــو كــان مِثْلكَ آخــــرٌ
ما كان في الدنيا فقيرُ

فأمر لبشَّار بألفي درهم ، فقال له أبو الشمقمق :
ـ نفعتنا ونفعناك يا أبا معاذ

43 ـ إن هجوتني هجوتك

كان بشار يعطي أبا الشمقمق في كل سنة مئتي درهم ، فأتاه أبو الشمقمق في بعض تلك السنين فقال له : هلم الجزية يا أبا معاذ
فقال : ويحك ! أجزية هي ؟!
قال : هو ما تسمع
فقال له بشار يمازحه : أأنت أفصح مني ؟
قال : لا
قال : فأعلم مني بمثالب الناس ؟
قال : لا
قال : فأشعر مني ؟
قال : لا
قال : فلِمَ أُعْطيك ؟
قال : لئلا اهجوك
فقال له : عن هجوتني هجوتك
فقال له أبو الشمقمق : هكذا هو ؟
قال : نعم ، فقل ما بدا لك
فقال أبو الشمقمق :

إني إذا ما شــــاعِرٌ هجــانِيَهْ

ولَجَّ في القــولِ لـــهُ لِسانِيَهْ
أدخَلْتهُ في اسْت أمّهِ علانيهْ
بشارُ يا بشّـــارُ يا بْنَ .......
فأمسك بشار فاه ، وقال :
ـ أراد والله أن يشتمني
ثم دفع إليه مئتي درهم ، ثم قال له :
ـ لا يسمعن هذا منك الصبيان يا أبا الشمقمق

44 ـ بين زوجين قديمة وحديثة

قال أحدهم : تزوج رجل امرأة حديثة علي امرأة له قديمة ، فكانت جارية الحديثة تمر علي باب القديمة فتقول :

وما تستوي الرِّجلانُ رجلٌ صحيحةٌ
ورِجْلٌ رمي فيها الزَّمـــان فَشُلَّتِ

ثم تعود فتقول :

وما يستوي الثَّوبانِ ثوبٌ به البلي
وثوبٌ بأيْـدي البائِعيـــنَ جــــــديدُ

فمرت جارية القديمة علي الحديثة فأنشدت :

نقِّلْ فؤادكَ حيثُ شِئْتَ من الهوي
مـــا القَــــــلْبُ إلا للحـــــــبيب الأوَّلِ
كم منْزلٍ في الأرْضِ يأْلفُهُ الفتي
وحنينُـــــــهُ أبـــداً لأوَّلِ منــــــزلِ

45 ـ عبد الملك وعزة وبثية

وفدت عزة وبثينة علي عبد الملك بن مروان ، فلما دخلتا عليه انحرف إلي عزة ، وقال لها : أنت عزَّةُ كثيْر ؟
قالت : لستُ لِكُثَيْرٍ بعزَّة ، ولكني أم بكر الضمريَّة
قال : أتروين قول كثير فيك ؟

لقد زَعَمتْ أنِّـي تغيَّرْتُ بعْدها
ومنْ ذا الـذي يا عـــزُّ لا يَتَغَيَّرُ
تَغَيَّرَ جسمي والخليقةُ كالتي
عَهِدتْ ولم يُخْبِرْ بِسرِّكِ مُخْبِرُ

قالت : لست أروي هذا ، ولكني أروي غيره حيث يقول :

كأنِّي أُنادي صخْرةً حينَ أعْرَضَتْ
مِنَ المِّ لو يمشي بها العُصْمُ زّلَّتِ
صَفوحاً فمـا تَلْقــــاكَ إلا بخيــــلةً
فمَنْ ملَّ منــــها ذلكِ الـوصْلُ مَلَّتِ

ثم عطف علي بثينة وقال لها : ما رأي جميل حين لهج بذكرك بين النساء كلهن ؟
قالت : الذي رأي فيك الناس حين جعلوك خليفة بين رجال العالمين
فضحك حتى بدت له سن سوداء كان يخفيها ، وأجزل جائزتهما ، وقضي حوائجهما

46 ـ ما أطيبك حراماً

تهدد الفرزدقُ امرأة شريفة حين امتنعت عليه ، فاستغاثت بالنوار امرأته ، فقالت لها :
ـ واعديه ليلة ، ثم أعلميني
ففعلت ، وجاءت النوار فدخلت الغرفة مع المرأة ، فلما دخل الفرزدق البيت أمرت الجارية ، فأطفأت السراج ، وغادرت المرأة الغرفة ، وبقيت النوار ، ولما دخل الفرزدق وقع بالنوار وهو لا يشك أنها صاحبته ، فلما فرغ قالت له :
ـ يا عدو الله ، يا فاسق ....
فتعرف صوتها ، وعلم أنه خُدع ، فقال لها :
ـ أنتِ هي يا سبحان الله ! ما أطيبك حراماً وأرداكِ حلالاً

ـ الملك خسرو وشيرين والصياديقال : أن الملك خسرو بن أبرويز كان يحب أكل السمك ، وكان يوما جالسا في مجلسه ، ومعه زوجته شيرين ، فجاء صياد ومعه سمكة كبيرة ، وأهداها إلي الملك ،، ووضعها بين يديه فأعجبته ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فقالت شيرين :
ـ بئس ما صنعت
فقال الملك : لِمَ ؟
قالت : لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك هذا القدر قال : أعطاني مثل عطية الصياد
فقال : لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك أن يراجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر
فقالت شيرين : أنا أدبر الأمر
فقال : كيف ؟
قالت : تدعو الصياد وتقول له « هذه السمكة ذكر أم أنثي ؟ » فإن قال لك ذكر فقل : إنما طلبت أنثي ، وإن قال أنثي ، قل إنما طلبت ذكراً
فنودي الصياد ، فعاد ، وكان ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك :
ـ هذه السمكة ذكر أم أنثي ؟
فقبل الصياد الأرض ، وقال له :
ـ هذه السمكة لا ذكر ولا أنثي
فضحك الملك من كلامه ، وأمر له بأربعة آلاف درهم ، فمضي الصياد إلي الخازن ، وقبض منه ثمانية آلاف درهم ، ووضعها في جراب كان معه ، وحمله علي عنقه ، وهمَّ بالخروج ، فوقع من الحراب درهم واحد ، فوضع الصياد الجراب عن كاهله ، وانحني علي الدرهم ، فأخذه ، والملك وشيرين ينظران إليه :
فقالت شيرين : أرأيت خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ، فألقي عن كاهله ثمانية آلاف درهم وانحني علي الدرهم الواحد وأخذه ، ولم يسهل عليه أن يتركه ليأخذه غلام من غلمان الملك
فقال الملك : صدقت يا شيرين
ثم أمر بإعادة الصياد ، وقال له : يا ساقط الهمة ، وضعت هذا المال عن كاهلك لأجل درهم واحد ، وأسفت أن تتركه في مكانه ؟
فقبل الصياد الأرض ، وقال : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إني لم أرفع ذلك الدرهم لأهميته عندي ، وإنما رفعته عن الأرض ، لأن علي وجهه صورة الملك ، وعلي الوجه الآخر اسم الملك ، فخشيت أن يأتي احد بغير علم يضع عليه قدمه ، فيكون ذلك استخفافا باسم الملك ، وأكون أنا المسبب بهذا ، فعجب الملك من حسن كلامه ، وأمر له بأربعة آلاف درهم ، فعاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، فأمر الملك مناديا ينادي ألا يتدبر أحد برأي النساء ، فإنه من تدبر برأيهن ، وأْتَمَرَ بأمرهن خسر دراهمه

48 ـ سفينة نوح

صعدت امرأة بدينة سيارة نقلٍ ، وجلست قرب أحد الركاب ، فقال السائق لصديقه مازحا :
ـ ما كنت أظن أن هذه السيارة صالحة لنقل الفيلة!
فأجابته المرأة علي الفور :
ـ إن هذه السيارة شبيهة بسفينة نوح ، يدخل إليها كل أنواع الحيوانات من الفيل إلي الحمار

49 ـ لم أجده

سأل قراقوش خادمه : أين كنت يا غلام ؟
فأجاب الخادم : في السوق
فقال قراقوش : وما تفعل في السوق ؟
فقال الخادم : لقد ذهبت لأشتري خنشفاراً
فسأله قراقوش : وما هو الخنشفار ؟
فأجاب الغلام : لا أعلم يا سيدي . . . فعندما ذهبت إلي السوق لم أجده

50 ـ جواب مفحم

كان بين جنود قراقوش جندي يشبهه كثيراً ، فاقترب منه ، وهو يتفقدهم وسأله :
ـ هل كانت أمك تعمل عندنا ؟
فأجاب الجندي علي الفور :
ـ لا يا مولاي ، بل كان أبي هو الذي يعمل هنا
__________________

ـ الرنين ثمن البخارحصل أحد الشحاذين علي قطعة خبز ، فأخذ يفكر في إدام يغمسها به ويأكلها ، فمر بدكان طاهٍ فرأي الطعام يغلي وروائح اللحم صاعدة منه ، فتقدم من القدر ، وأخذ يقطع اللقم من الخبز ويرفعها فوق البخار المتصاعد ، ثم يضعها في فمه بعد أن تترطب ، فعجب الطاهي من هذا التصرف واخذ يراقبه ، ولما فرغ من الخبز وأراد الانصراف تعلق به الطاهي طالباً ثمن ما أكله ، فامتنع الفقير عن الدفع ، لأنه لم يتناول سوي البخار ، فشكاه الطاهي إلي قراقوش ، ولما أحضر الفقير ، وسمع قراقوش إقرار الطرفين ، أخرج من جيبه بعض الدراهم ، ورنها قرب أذن الطاهي قائلاً : هات أذنك وخذ رنين الدراهم
فقال الطاهي متعجباً : ما هذا يا سيدي
أجابه قراقوش : هذا هو حقك ، فمن باع بخار الطعام يقبض رنين الدراهم

52 ـ حل وسط ،، والنتيجة!

وقف رجلان أمام قراقوش فقال أحدهما :
ـ يا سيدي إني مدين لهذا الرجل بعشرين ديناراً وأنا أريد حلا وسطاً ، وهو أن يتناسى نصف المبلغ وأعطيه الآخر ، فردَّ قراقوش قائلاً :
ـ هذا استعداد طيب منك ولهذا علي الدائن أن يتناسى النصف الآخر مقابل ما قمت به

53 ـ هذا هو

دخل شحاذ علي قراقوش وقال له :
ـ يا مولاي ، إنني لم أر اللحم منذ عامين
فأمر قراقوش أحد جنوده بإحضار اللحم الطازج
ولما أحضره قال للشحاذ :
ـ هذا هو اللحم يا بني ! تعال عندنا كلما اشتقت إلي رؤيته