من حكايا العرب ........

79 ـ رأيتكم فأبغَضْتُكُمْ

قال بعضهم :
ـ صرنا إلي باب الأعمش ، فرأيناه واقفا ببابه ، فلما رآنا أسرع بالدخول ، ثم أسرع بالخروج ، فقلنا له في ذلك ، فقال :
ـ رأيْتكُم فأبغَضتكُم ، فدخلتُ إلي من هو أبغض منكم فخرجت

80 ـ مسألةٌ وحُكم

كتب بعض علماء مالك للإمام الشافعي :
ـ يا إمام ، لي خالة وأنا خالها ، ولي عمة وأنا عمها ، فأما التي أنا عم لها ، فإن أبي أُمُّه أمُّها ، وأبوها أخي ، وأخوها أبي ، علي سنة قد جري رسمها ، وأما التي أنا خال لها فإن أبا الأم جد لها ، ولسنا مجوساً ولا مشركين ، بل سنة الحق نأتيها ، فأين الإمام الذي عنده فنون التناكح أو علمها يبين لنا كيف أنسابنا ؟ ومن أين كان كذا حكمها ؟
فكتب إليه الإمام :
ـ القائل لهذه المسألة تزوجت جدته لأبيه ـ يعني أم أبيه ـ بأخيه لأمه ، وتزوجت أخته لأبيه بأبي أمه ، وأولادهما « بنت »
فبنت جدته عمته ، وهو عمها ، وبنت أخته خالته ، وهو خالها

81 ـ سؤال

كتب بعض علماء مالك بن أنس للإمام الشافعي :
ـ يا إمام ما تقول في الفرض ، وفرض الفرض ، وما يتم به الفرض ، وصلاة لا فرض ، وصلاة تركها فرض ، وصلاة بين السماء والأرض ، وصلاة في السماء والأرض ؟
فكتب الإمام :
ـ أما قول القائل : الفرض : فهو الصلوات الخمس ، وفرض الفرض ، فهو الوضوء ، وأما قوله ما يتم به الفرض فهو الصلاة علي رسول الله r، وأما قوله صلاة لا فرض ، فهي صلاة الغير قبل البلوغ ، وأما الصلاة التي تركها فرض ، فهي صلاة السكران ، وأما الصلاة التي بين السماء والأرض ، فهي صلاة سليمان عليه السلام ، وأما الصلاة التي في السماء والأرض فهي صلاة رسول الله r ليلة المعراج

82 ـ برد وسعة

اشتري الأعمش جارية ، فقال له أصحابه :
ـ كيف رأيتها ؟
قال : فيها من صفة الجنة خصلتان : بَرْدٌ وسَعَة

83 ـ أحبَّ إليَّ

قالت صديقة أشعب لأشعب
ـ هب لي خاتمك أذكرك به
قال أشعب : اذكريني أني منعتك إياه ، فهو أحبُّ لي

84 ـ إن أردت السباق فردها

جاء رجل إلي الشعبي فقال :
ـ إني تزوجت امرأة عرجاء فهل لي أن أردها ؟
فقال له : إن كنت تريد أن تسابق بها فردها

85 ـ هل يؤجر

قيل للشعبي : ما تقول في رجل شتمني أول يومٍ في رمضان ، هل يؤجر ؟
قال : إن قال لك يا أحمق ، فإني أرجو له أن يؤجر

86 ـ زواج ما شهدناه

كان جماعة عند الشعبي فمر رجل يحمل علي ظهره دن خل ، فلما رأي الشعبي ، وضع الدنّ وقال للشعبي :
ـ ما كان اسم امرأة إبليس ؟
فقال الشعبي : ذاك زواج والله ما شهدناه

87 ـ اسقه ماء

قيل : مد الشعبي يده وهو علي مائدة قتيبة بن مسلم يلتمس الشراب ، فلم يدر صاحب الشراب ماذا يريد الشعبي : اللبن أم العسل ، أم غيرهما من الأشربة ؟ فقال له :
ـ أي الأشربة أحب إليك ؟
قال : أعزها مفقوداً ، وأهونها موجوداً
فقال قتيبة : اسقهِ ماءً

ـ البلاء موكل بالمنطقنُقل عن الشعبي أنه قال :
ـ مرض الأسد ، فعاده جميع السباع ما خلا الثعلب ، فنم الذئب عليه ، فقال الأسد :
ـ إذا حضر فأعلمني
فلما حضر أعلمه ، فعاتبه في ذلك ، فقال :
ـ كنت في طلب الدواء لك
قال : فأي شيءٍ أصبت ؟
قال : خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج
فضرب الأسد بمخالبه ساق الذئب ، وانسل الثعلب
فمر به الذئب بعد ذلك ، ودمه يسيل ، فقال له الثعلب :
ـ يا صاحب الخف الأحمر ، إذا قعدت عند الملوك فانظر ماذا يخرج من رأسك
قال الحافظ أبو غنيم :
ـ لم يقصد الشعبي من هذا سوي ضرب المثل ، وتعليم العقلاء ، وتنبيه الناس ، وتأكيد الوصية في حفظ اللسان ، وتهذيب الأخلاق ، والتأدب بكل طريق ، وفي مثل ذلك قيل :

احْفظْ لِسانَكَ لا تقولُ فتُبْتلي
إنَّ البـــــلاءَ موَكَّــــلٌ بالمَنْطِقِ

89 ـ الخصال الثلاثاء

حدَّث الشعبي قال :
ـ صاد رجلٌ قُمَريَّةً ، فقالت له :
ـ ماذا تريد أن تصنع بي ؟
قال : أذبحك وآكُلُك
فقالت : والله ما أُشبعك من جوع ، وخير لك من أكلي أن أعلمك ثلاث خصال : واحدة في يدك ، والثانية وأنا علي الشجرة ، والثالثة وأنا علي الجبل
فقال : هاتي
قالت : لا تَلَهَّفَنَّ علي شيءٍ فات
فخلي سبيلها
فلما صارت علي الشجرة قالت :
ـ لا تُصدِّقنَّ بما لا يكونُ أنه كان
فلما صارت علي الجبل قالت :
ـ يا شقي ، لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درتين ، في كل واحدة عشرون مثقالاً
فعض الرجل علي يديه ندما ، وتحسراً ، ثم قال :
ـ هاتي الثالثة
قالت : أنت قد نسيت الأولي والثانية فكيف أخبرك بالثالثة ؟
ألم أقل لك : لا تَلَهَّفنَّ علي ما فات ، ولا تُصدقنَّ بما لا يكون أنه كان ؟ أنا ولحمي ودمي وريشي لا يكون فيّ عشرون مثقالاً
ثم طارت

ـ الفيل أكبر من البقرةصلي أعرابي خلف إمام صلاة الصبح ، فقرأ الإمام سورة البقرة ، وكان الأعرابي مستعجلاً ، ففاته مقصوده
ولما بكر في اليوم التالي ، وبدأ الإمام بسورة الفيل ولي الأعرابي هارباً وهو يقول :
ـ الفيل أكبر من البقرة

91 ـ الملائكة لم تستح

قيل : سئل الشعبي عن مسألة فقال : لا أدري
فقيل له : ألا تستحي من قول هذا وأنت فقيه العراقين ؟
فقال : إن الملائكة لم تستح إذ قالت : ﴿ سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ﴾

92 ـ أهلك الأولين والآخرين

صلي أعرابي خلف إمام ، فقرأ الإمام ﴿ ألم نُهلكِ الأولين ثم نُتبعُهُمُ الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ﴾ وكان اسم الأعرابي مجرما ، فترك الصلاة ، وخرج مسرعاً وهو يقول :
ـ والله ما المطلوب غيري
فسمعه بعض الأعراب ، فسألوه :
ـ ما بك يا مجرم ؟
أجاب : إن الإمام أهلك الأولين والآخرين وأراد أن يهلكني معهم ، والله لا رأيته بعد اليوم

يتبع.......

93 ـ حديث الغاشية

سرق أعرابي غاشية من علي سرج ، ثم دخل المسجد ليصلي ، فقرأ الإمام ﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ فقال الأعرابي :
ـ يا فقيه ، لا تدخل في الفضول
فلما قرأ ﴿ وجوه يومئذ خاشعة ﴾ قال :
ـ خذوا غاشيتكم ولا يخشع وجهي ، لا بارك الله لكم فيها
ثم رماها وانصرف

94 ـ محبة

سئل طفيلي : كم تحفظ من القرآن ؟
قال : أحفظ آية واحدة
ـ ما هي ؟
قال : ﴿ آتنا غدائنا ﴾
ثم قالوا له : ما تحفظ من الحديث ؟
قال : أروي حديثا واحدا ما رواه الثقات
فقالوا : فما هو ؟
قال : قعن عدة من الرواة « إن التمكن علي المائدة خير من زيادة لونين ... »
فقيل : وما تروي من الشعر ؟
قال : بيتاً واحداً هو :

نَزورُكُمْ لا نكافِئكُمْ بجفونِكُمْ

إنَّ المُحــبَّ إذا لمْ يُسْـــــــتَزَرْ زارا

ـ صرة موسيسرق أعرابي صرة فيها دراهم ، ثم دخل المسجد ليصلي وكان الأعرابي يدعي موسي ، فقرأ الإمام ﴿ وما تلك بيمينك يا موسي ﴾ فقال الأعرابي :
ـ والله إنك لساحر
ثم رمي الصرة وخرج هاربا

96 ـ إذا لم يأذن أبوك

صلي أعرابي خلف إمام ، فقرأ ﴿ فلنْ أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ﴾ ووقف يرددها ، فقال الأعرابي :
ـ يا فقيه ، إذا لم يأذن لك أبوك في هذا الليل أنظل نحن وقوفا إلي الصباح ؟
ثم تركه وانصرف

97 ـ أرسل غيره

صلي أعرابي خلف إمام ، فقرأ ﴿ إنا أرسلنا نوحا إلي قومه ﴾ ثم وقف وجعل يرددها ، فقال الأعرابي :
ـ أرسل غيره ، يرحمك الله ، وأرحنا وأرح نفسك

ـ أنا أولي به وأحقألح سائل علي أعرابي أن يعطيه حاجة لوجه الله
فقال الأعرابي : والله ليس عندي ما أعطيه للغير ، وما عندي فأنا أولي به وأحق
فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً

99 ـ دعاني من هو أكرم منك

خرج الحجاج ذات يومٍ فأصحر ، وحُضِّر غداؤه ، وكان قربه أعرابي فدعاه وقال له : هلم
فقال الأعرابي : دعاني من هو أكرم منك فأجبته
قال : ما هو ؟
قال : الله تبارك وتعالي ، دعاني للصوم فأنا صائم
قال : صوم في مثل حرِّ هذا اليوم ؟!
قال : صمت ليوم هو أحر منه
قال : فافطر اليوم ، وتصوم غداً
قال : ويضمن لي الأمير أن أعيش إلي غد ؟
قال : ليس لي ذلك
قال : فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه سبيل ؟
قال : إن طعامنا طيب
قال : والله ما طيبه طباخك ، ولا خبازك ، وإنما طيبته العافية
قال الحجاج : والله ، ما رأيت كاليوم أخرجوه عني

100 ـ بلاغة جارية

دخل رجل علي الرشيد ، ومعه جارية للبيع ، فتأملها الرشيد ، ثم قال :
ـ خذ جاريتك ، فلولا كلف في وجهها وخنس في أنفها لاشتريتها ، فانطلق بها ، فلما بلغت الستر قالت :
ـ يا أمير المؤمنين ، ارْددني إليك أُنشِدكّ بيتين حضراني ، فردها ، فأنشدت تقول :

ما سَلِمَ الظَّبْيُ علي حُسْنِهِ
كلا ولا البدرُ الذي يوصَـفُ
الظَّبْيُ فيهِ خَنْــسٌ بيِّـــنٌ
والبدرُ فيه كَلَــفٌ يُعْرفُ

جزاك الله خيرا يا اهلاوي

موسوعة اكتر من رائعة

ربنا يخليك يا فارس نورتنى